أخبار ونشاطات قسم التوجيه والإرشاد

قائمة الأقسام

في مثل هذا اليوم الثالث من رجب سنة 254 ه تجددت أحزان آل بيت النبوة ومعدن الرسالة (صلوات الله عليه أجمعين) وذلك بفقدهم للقمر العاشر من أئمة الهدى (عليهم السلام) وهو الإمام الهادي (عليه السلام) .
والإمام علي الهادي (سلام الله عليه) هو عاشر أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ولد بقرية في ضواحي المدينة سنة (217) هجرية، وتوفي ودفن في سامراء سنة (254) هجرية. وأمه أم ولد واسمها (أم الفضل)، وقد كان للإمام (سلام الله عليه) أربعة ذكور وبنت واحدة، وهم: (الإمام الحسن العسكري، والحسين، ومحمد، وجعفر، وعليّة).
ومن أشهر ألقابه (سلام الله عليه): الهادي والنقي، وأما كنيته فأبو الحسن، وقد ذكره المؤرخون وأرباب السير بوصفه علما بارزا من أعلام عصره في العلم والمعرفة وفي التقوى والعبادة وفي الوجاهة والقيادة، وقد ذكر الشيخ الطوسي (185) تلميذاً وراوية أخذوا ورووا عن الإمام الهادي (عليه السلام) الذي كان مرجع أهل العلم والفقه والشريعة في عصره.
ومن تلامذته الفضل بن شاذان وعلي بن مهزيار، وداود النيسابوري، وأحمد بن إسحق وغيرهم من كبار العلماء. 
عاصر الإمام مجموعة من الخلفاء العباسيين: كالمعتصم، والواثق، والمتوكل، والمنتصر، والمستعين، والمعتزّ، والمعتمد، وقد تعرض في تلك الفترة إلى ألوان الأذى، فقد جهد الظالمون لإخماد نور الحق، ولكن يأبى الله إلا أن يتم هذا النور الإلهي المبين، فعاش حياة مليئة بالعطاء في سبيل إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى، فعلى الرغم من وضعه تحت الإقامة الجبرية والمراقبة اليومية، إلا أن تبجيل الناس له والتفافهم حوله، أثار في المعتز المخاوف والهواجس، ففضل أن يتخلص منه، وهكذا سوّلت له نفسه، فدس له السم، واستشهد على ما استشهد عليه آباؤه الكرام (سلام الله عليهم أجمعين) وله من العمر ما يناهز الواحد والأربعين سنة... فسلام عليه يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يُبعث حيا مع آبائه الطاهرين (عليهم السلام).

التالي السابق