قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

اختتم يوم امس الجمعة 28/10/2016 الموافق 26 محرم الحرام 1438 هـ مهرجان تراتيل سجادية الثالث التي تقيمه العتبة الحسينية المقدسة  للفترة(24 ـ 26 محرم الحرام) بمناسبة استشهاد الامام علي السجاد عليه السلام.
وأقيم حفل الختام في قاعة خاتم الانبياء داخل الصحن الحسيني الشريف بحضورَ المتولّيَيْن الشرعيَّيْن للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية وعددٍ من الشخصيّات الدينيّة والثقافيّة وشخصيات دينية سياسية وثقافية وأكاديمية اضافة الى وفود المهرجان من داخل العراق وخارجه.
واستهل الحفل بقراءة ايات من الذكر الحكيم بصوت القارئ السيد حسنين الحلو ثم كلمة المتولي الشرعي للعتبة العباسية السيد احمد الصافي قال فيها: أعتقد أنّ مهرجان تراتيل سجادية مهرجان واسع، يبدأ ولا ينتهي، ولنا في كلّ سنةٍ معه ومع البحوث القيّمة التي يُبديها الإخوة وقفات كثيرة جدّاً، ندّعي بتواضع كثرة الاطّلاع على الصحيفة السجادية، واشتغال الإنسان بها سيؤثّر إيجاباً على كثيرٍ من نواحي حياته وسلوكه بشكلٍ هادئ، فرسالة الحقوق نستطيع أن ندّعي أنّها يُمكن أن تُجاري جميع المشاكل المطروحة ويُمكن أن تحلّها، الصحيفة السجادية تميّز بها الإمام السجّاد(عليه السلام) كما قلنا للظرف الخاصّ الذي مرّ به الإمام، فالصحيفة السجادية ظاهرُها دعاء والإنسان يدعو اللهمّ ارزقني كذا أو اللهم وفّقني الى كذا ولكن عندما نتأمّل بها نرى أنّها بالإضافةً الى أنّ ظاهرها الدعاء فهي عبارة عن برامج مبثوثة في ثنايا الصحيفة، وهذه البرامج بثّها وأطلقها الإمام السجّاد على هيأة دعاء بمعنى أنّ المطلب الذي يُريد أن يوصله الإمام قد أوصَلَه عن طريق الدعاء.
وأضاف: الإمام السجاد(عليه السلام) إضافةً الى رسالته الكريمة والعميقة -رسالة الحقوق- التي بيّن فيها مجموعةً من الحقوق التي نحتاجها عند التعامل مع مجتمعنا الضيّق كأسرة، الأب، الزوجة، الابن، الأخ، أو مع مجتمعنا عندما تتوسّع دائرتُه نحتاج الى رسم خطوط عريضة في كيفية التعامل معها، والإمام زين العابدين لعلّه تميّز بخصلة قد تكون غير موجودة عند باقي الأئمّة من جهة الظرف الحسّاس الذي مرّ به بعد واقعة الطفّ، ولعلّ النصوص التاريخية تُسعفنا نوعاً ما بالمشكلة الكبيرة التي كان يُعاني منها الأئمّة(عليهم السلام) بعد واقعة الطفّ، على الأقلّ الإمام السجّاد(سلام الله عليه) لعلّه عنده نصّ وهذا النصّ أعتقد أنّه يعكس بصورةٍ جليّة المشكلة التي كانت تضرب الأمّة عندما انحرفت عن مسارٍ هو أوضح من الشمس، عندما قال(سلام الله عليه): (لم يكن في مكّة والمدينة عشرون رجلاً يحبّنا) ولا شكّ أنّ هذه القيمة العدديّة تكشف عن قيمةٍ أخرى، تكشف عن مدى جهالة الأمّة مع أنّها قريبةُ عهدٍ بالنبيّ(صلّى الله عليه وآله).
ثم جاءت بعدها كلمةٌ للنائب والوزير التونسيّ السابق خالد شوكت بيّن فيها: إنّ شخصيّة الإمام السجّاد تجاوزت في تأثيرها -في حقيقة الأمر- مجال شيعتها الى مجالٍ أوسع، الى المجال الإسلاميّ العامّ والمجال الإنساني، رجلٌ أسقط الدكتاتوريّة وقهر الطغيان بالدعاء، وأنا مع الفكرة التي أكّد عليها السادة وهي أنّ الصحيفة السجّادية ودعاء الإمام تتجاوز حدود الدعاء بالمعنى المتعارف عليه الى منهج في المقاومة الفكريّة والمقاومة الروحيّة والدينيّة والحضاريّة، من أجل تلك القضايا الكُبرى التي دافع عنها أئمّة أهل البيت وهي قضايا العدل والحرّية والحقوق العامّة والخاصّة، فتأثير الإمام السجّاد في الحقيقة نجد له أثراً كبيراً في المجال الإسلاميّ، واستمدّ الكثير من منهج الإمام السجاد في المقاومة وإعادة بناء مجتمعه والانتصار للإسلام وقيمه، حيث كان منهجاً سلميّاً تربويّاً.
بعدها القى شعراء من العراق والبحرين ولبنان قصائد ولائية لأهل البيت عليهم السلام.
واختتم الحفل بعرض فيلم  وثائقي عن المهرجان ,وكذلك تم تكريم المؤلفين من قبل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي.

محمود المسعودي

التالي السابق