أخبار ونشاطات قسم التوجيه والإرشاد

قائمة الأقسام

استقبل ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وفدا دوليا من (بريطانيا ـ امريكا ـ ماليزيا) يمثل اهل السنة والجماعة, في مكتبه بالعتبة الحسينية المقدسة.
وقال الشيخ الكربلائي خلال حديثه للوفد: نحن نتمنى ان نلتقي مع اكبر عدد ممكن من العلماء ـ من علماء المسلمين لان اللقاء المباشر يوفر فرصة للتعرف على حقيقة المبادئ وحقيقة المنهج فلربما لا ينقل الاعلام الحقيقة- لكن اللقاء المباشر وجها لوجه يمكن أن يوفر فرصا اكبر للاطلاع على الحقائق خصوصا اذا كانت الزيارة لبلد مثل العراق الذي يخوض الآن صراعا مع داعش.
وأضاف سماحة الشيخ قائلا: نود ان نبين ان القواسم المشتركة بيننا جميعاً كثيرة اكثر من موارد الاختلاف ، وهذا يقتضي ان يكون هناك تقارب فيما بيننا وتفهمٌ من قبل بعضنا للبعض الآخر، ويقتضي أيضا ان يكون عامل قوة للمسلمين، لكن وللأسف فإن المنهج المتطرف قد غزا الكثير من مواقع التعليم الاسلامي المبتنية على اقصاء الاخرين واعتماد العنف وسيلة للتعامل معهم، في حين أن تعاليمنا الاسلامية ليست كذلك فهي تدعو الى التسامح والتعايش السلمي والتعامل باحترام ومحبة وتواصل، وأئمتنا (عليهم السلام) يؤكدون على هذا الامر بان نحترم الآخر ونتواصل معه اجتماعياً ونتعايش معهم بمحبة واحترام لانهم ينظرون اساسا الى مبدأ الحفاظ على قوة الاسلام وعلى الاسلام بصورة عامة.
وتابع سماحته بقوله: إننا الان نعيش في عالم اصبح كما يقال قرية صغيرة فضلا عن ان المسلمين في الوقت الحالي قد تداخلوا مع الشعوب الاخرى اكثر من الازمنة السابقة، حينما كان المسلمون في بلاد الاندلس فقط  او تجار يذهبون الى الصين والهند وغيرها وليس كما الحال الآن فهم منتشرون في اوروبا وامريكا واستراليا وفي جميع بلدان العالم، وهذا التعايش الجديد مع بقية اتباع الديانات ومع بقية المجتمعات يقتضي ان نظهر جوهر الاسلام وحقيقة الاسلام.
وأردف سماحة الشيخ الكربلائي: أن الاسلام وضع مبادئ يطبقها المسلمون فيما بينهم من احترام المال والدم والعرض وغير ذلك، فيما وضع مبادئ أخرى للتعايش مع بقية اتباع الديانات، وهذا ما ينبغي أن نفهمه من مبادئ الاسلام أي احترام اتباع الديانات الآخرين ضمن ضوابط معينة لكي يكون هنالك احترام متبادل، منوها بأن: هذا لا يعني اننا نوقف الدعوة للإسلام، بل  ان ندعوا الى الاسلام كما دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بالأخلاق والتحابب والتعايش السلمي، مؤكدا أن: النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخدم العنف حتى في بداية دعوته للمشركين واليهود ومع النصارى، وبعدما اعتدى المشركون على المسلمين، اضطر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان يَرُدْ حفاظا على الاسلام وبعد ان اتضح الاسلام واتضح نظامه قام بنشر الاسلام في الجزيرة.
ونوه سماحته: إننا الآن نعيش في عالم معقد سياسيا ثقافيا واجتماعيا لذلك علينا ان نكون حذرين في هذه المرحلة, فنحن يمكن ان نجعل الكثير من المجتمعات مسلمين بأخلاقنا، بتسامحنا بالتعايش السلمي الذي تبحث عنه الشعوب، إذ ينبغي علينا ان نظهر لهم حقيقة الاسلام حتى يقبلوه وان لم يدخل بعضهم في الاسلام فعلى اقل تقدير يصبحون حياديين تجاه الاسلام وتلك نقطة مهمة.
وبين: نحن نحتاج ان ننشط في مجالات معينة في هذا الوقت وهي أن كثيرا من الشباب في العالم الغربي لم يطلع على حقيقة الاسلام وانما شاهده من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الانترنت، فعلينا أن نريهم صورة اخرى عن الاسلام وعلينا ان ننشط اكثر في هذا الجانب، لاننا نشاهد الكثير من طبقة الشباب خاصة قد خدعتهم مبادئ التطرف، فعلينا الانفتاح والتواصل مع الشباب اكثر فأكثر.
فيما تحدث رئيس الوفد محمد عمر بن رمضان: نشكركم على حسن الاستقبال والضيافة, هناك بعض العلماء في بريطانيا يعتذرون عن عدم مجيئهم وينقلون تحياتهم اليكم ويعتذرون لعدم مجيئهم بسبب المواليد النبوية في هذه الايام.
وبين رمضان: في الرحلة السابقة لي تغيرت كل الافكار التي احملها عن العراق وعن الشيعة، فقد أدى تعاملهم واخلاقهم والضيافة الكريمة التي حبيت بها الى تغيير كل ما كان يدور في بالي، حيث كانت هنالك فكرة عن وجود ازمة  فكرية او صراع سني شيعي في العراق،  ولكن هذا ذاب عند مجيئي الى العراق، وقبل مجيئنا كانت محاضراتنا ليس لها معنى فلا نجرؤ أن نقول هناك وحدة بين السنة والشيعة وأن قلناها نشعر ان في كلماتنا وتعابيرنا ضعفا ولكن بعد الزيارة اختلفت كثير من الامور.
من جانبه قال السيد مهد عظمى بن محمد احد امناء منظمة ( برادانة ) التابعة لرئيس الوزراء الماليزي المهاتير محمد : اوافقك على كل الامور التي تطرقت لها، وقد قلتم الحقيقة، إذ شُوِّهَ الاسلام بكثير من الامور منها الصحافة الغربية وبعض المسلمين الذين نعتبرهم سلبيين، وما تحدثتم عنه بخصوص حوار شامل لخلق تعايش بين كل الطوائف ينبغي العمل عليه.
فيما قال ( محمد اكبر خان) مدير مسجد الملك فهد في لوس انجلوس: رحلتي الى هنا لسببين الاول: للاطلاع واللقاء بسماحتكم وهنا نثني على ما طرحتموه ونبين أننا مثلكم تماما نحب ان يشيع في التعامل بين الناس المحبة والصدق والوفاء. اما السبب الثاني فهو لعمل فيلم وثائقي عما يدور في العراق نكشف فيه حقيقة السنة والشيعة. فالفيلم يسلط الضوء على حوارات متعددة بين الشيعة والسنة مما يخلق رؤية واضحة للسنة والشيعة من خلال هذا الفيلم الوثائقي. 
وأضاف : إن ما وجدته خلال زيارتي هو ان للشيعة قاعدة قوية كالبركان وهذه القاعدة تتمثل بسماحة السيد السيستاني، ندعو ان تكون للمسلمين قاعدة كهذه القاعدة وتحت حب اهل البيت، ونحن نشكركم على جهودكم هذه.

 

تقرير وتصوير: محمود المسعودي

التالي السابق