أخبار ونشاطات قسم التوجيه والإرشاد

قائمة الأقسام

شهد حفلُ افتتاح مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الحادي عشر إلقاء كلماتٍ لمراجع دين من مدينة قم المقدّسة حيث كانت هناك كلمةٌ للمرجع الدينيّ آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني، وقد ألقاها بالإنابة عنه الشيخ محمد الحسون وجاء فيها:
"ما عساني أن أقول في عظيمٍ أُوّلت وكثرت به من الذكر الحكيم سورٌ وآيات، وتحدّث عن فضله وكراماته السير والأخبار والروايات، وأحبّه أهلُ الأرضين والسماوات وتزيّنت به الفردوس والجنّات، فالحسين(عليه السلام) سيّد شبابها وسيّد الشهداء سيّد أمرائها وهو أحبّ أهل الأرض الى أهل السماء، ومن أين لنا أن نجد له مثيلاً في الأرض أو السماء، ومَنْ له جدٌّ كجدّه وأبٌ كأبيه وأمّ كأمّه وعمٌّ كعمّه وأخٌ كإخوته وذرّيةٌ كبنيه، وحاشى أن تكون لأحدٍ تربةٌ كتربته وقبّةٌ كقبّته فهو وترُ الله الموتور في السماوات والأرض، وهو النور في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة، قد أكرمه الله بطيب الولادة وجعله سيّداً من السادة وقائداً من القادة، وختم له بالشهادة وأعطاه مواريث الأنبياء، فما أعظم الحسين(عليه السلام) بين العظام وما أكبره بين الكبار، بل هو شخصية فريدة حباه الله اسمى الصفات ومنحه أجلّ السمات وما جعلت لكثير من العظام والكبار، لقد رضيه الله وأرضاه، ونحن في جلّ حالات الصلاة تكون جباهنا في سجودنا على تراب الحسين(عليه السلام) ونكون دائماً عليه مسلّمين في كلّ وقتٍ وحين، قائلين (عليك منّي سلام الله أبداً ما بقيتُ وبقي الليلُ والنهار ولا جعله الله آخر العهد منّي لزيارتك).
وأضاف: "لقد أسّس ابو الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام) مدرسةً كبرى خطّ تعاليمها بدمه الطاهر الزاكي ودماء أهل بيته وأصحابه الزواكي، المدرسة التي تحمل بين طيّاتها تعاليم الحبّ والولاء والكرامة الإنسانية والدفاع عن الدين القويم وإحقاق الحقّ ومقارعة الظلم والاستبداد ونبذ الإذلال بشعاره المدوّي (هيهات منّا الذلّة) فقد علّم الشعوب والأمم وطلّاب الحقّ والحرية دروساُ لا تُمحى آثارها وتعاليمها، لأنّها مدرسة الطفّ الكبرى لكلّ من يريد الدفاع عن كرامة الإنسان ولكلّ من يحبّ الاستشهاد في سبيل الله، أجل.. تلك هي النهضة الحسينية التي تأسّى بها من تأسّى وقال عنها من قال ومدحها من مدح ووصفها من وصف".
وتابع: "حيث قيل فيها وقالوا عنها إنّها نهضةٌ لأجل إقامة العدل في أرجاء المعمورة، إنّها دعوةٌ لإنقاذ البشرية من الظلم والاضطهاد والتشريد، إنّها رفضٌ للركوع والتذلّل لغير الله تعالى، إنّها إقدامٌ لأجل صحوة الأمّة ورفع غطاء الغفلة، إنّها حركة لحفظ الدين والتديّن وإحياء القرآن والسنّة الحقّة، إنّها امتناع عن قبول الذلّ والهوان من أجل حفظ الكرامة الإنسانية، إنّها خطوةٌ طويلة لأجل تربية الإنسان الحقيقيّ، إنّها مقاومة لأجل حفظ حدود الله سبحانه وتعالى، إنّها حركة لنشر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إنّها جهادٌ للعودة الى السيرة النبوية الشريفة والالتزام بها، إنّها صرخةٌ مدوية لإفشاء حقيقة الطغاة الظلمة المستبدّين الغاشمين، إنّها سيف قاطع لكسر أطواق الأَسْر وتحرير البشرية من التمييز العنصريّ والطائفيّ والطبقيّ، إنّها سعي حثيث لإقامة مجتمعٍ إسلاميّ قائم على أساس الأمن والعدالة والرفاه، إنّها ضراوة شوقٍ في كلّ قلبٍ ينبض لنيل الحرية والسعادة، إنّها مشعلٌ خالد لأجل رفع ظلام الجهل والخوف، إنّها مدرسة تربو على الزمان والمكان مدرسةٌ للهجرة والجهاد تتعلّم منها الشعوب درس الحبّ والإخلاص والعبودية لله كي تحيا حياةً طيبة".
مبيّناً: "لقد أثرت يا سيدي يا أبا الشهداء بدمك الزاكي حرصاً على اجتثاث أصل الدين وإطفاء نور الله، فهذا لواء الإسلام يهتزّ في أرجاء البسيطة وهذه شمسُ هدايته تُشرق على الأرض، وهذه شعائر الإسلام تعظّم في مشارق الأرض ومغاربها كلّ ذلك ببركات نهضتك المقدّسة وإيثارك الإسلام وأحكامه على نفسك الكريمة ونفوس أهل بيتك وأصحابك عليك وعليهم السلام، ونحن أيّها الأعزّاء في الوقت الذي نستلهم فيه الدورس والعبر والعضات من هذه الذكرى ومن صاحب الذكرى الإمام الحسين(عليه السلام) ونشمّ نسيم عطر القدرة والقوّة والجهاد في ظلّ التكاتف والتلاحم من خلال القرب من ضريح ومضجع صاحب الذكرى، فحريّ بنا وأحوج ما نقوم به من الانسجام ورفع الكدورات وزيادة الوئام فيما بيننا، وأن نتسلّح بسلاح الإيمان والوحدة كي نكون بمستوى المسؤولية في الدفاع عن عقائدنا الحقّة والوطن الإسلامي العزيز وطرد المعتدين، والوقوف سدّاً منيعاً بوجه أيّ مخطّطٍ يستهدف وطننا وديننا وأمّتنا المجاهدة ومقدّراتنا الكريمة".
موضّحاً: "هذه المظاهر الإسلامية والشعائر الحسينية وهذه الأعلام التي تُنصب على البيوت وتُرفع في مجالس العزاء وتُحمل مع المواكب والهيئات في الطرق والشوارع والأزقة تُهدّد كيانَ الظلمة والمستكبرين وتُشجّع الشعوب على النهضة والقضاء عليهم وإبطال مخطّطاتهم، وتلك الشعائر تقوّي في النفوس حبّ الخير والشهادة في سبيل الله وحبّ إعلاء كلمة الله وحبّ أهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وهل الإيمان إلّا الحبّ، لقد أكرمك الله تعالى يا سيدي يا أبا عبدالله بالشهادة وقد أعدت باستشهادك في سبيل الله عزّ الإسلام فلا ينسى الإسلام وتاريخه ولا الإنسانية مواقفك العظيمة".
مُختتماً: "هنيئاً لكم أيّها الأعزّة ولاحتفالكم هذا في هذا المكان المبارك وتلك البقعة المقدّسة، فيا ليتني كنت معكم في بهجتكم وسروركم حتى أفوز معكم في نيل ثوابي وأجر إقامتي تلك الشعائر الإسلامية الحقّة.. والسلام على صاحب الذكرى سيّدنا ومولانا أبي عبدالله الحسين يوم وُلِدَ ويوم استُشهِدَ ويوم يُبعث حيّا، رزقنا الله وإيّاكم دائماً في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

التالي السابق