قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

بهدف حماية الاثار الاسلامية من التعدي والتحطيم تقوم العتبة الحسينية المقدسة بالتحرك وبالتنسيق مع اساتذة في عدد من الجامعات العراقية لاقامة مؤتمرا عالميا للدفاع عن الاثار الاسلامية التي تعتبر هوية الشعوب وبيان اهمية المحافظة عليها وحمايتها من الانتهاكات والتدمير والتحطيم الذي تتعرض له من قبل اعداء الحضارة والانسانية الاحتفاظ بهوية الشعوب وبالخصوص في الوقت المعاصر الذي تتشكل به منظمات المحافظة على هذه المعالم الانسانية في العالم المتمدن، استقبلت العتبة الحسينية المقدسة شعبة المهرجانات والمؤتمرات في قسم النشاطات العامة وفداً من الأساتذة والتدريسيين الجامعيين من كلية الاثار في جامعة الكوفة محافظة النجف الأشرف لمناقشة هذا المشروع التراثي العالمي.
وفي لقاء معه قال الاستاذ الدكتور عبد الستار شنين الجنابي معاون العميد للشؤون العليمة في كلية الاثار في جامعة الكوفة "الاعتزاز بالهوية الاثارية والحضارية والتراثية للبلد هو عنوان البلد وبالنتيجة فان البلدان التي ليست لها حضارات واثار لن تكون لها هوية بينما البلدان ذات الحضارات او البلدان النهرية كما في مصر والعراق والصين نراها قد انشات حضارت راقية وساهمت في مسيرة الحضارة الانسانية بشكل واضح بما قدمته من انجازات حضارية كما في العراق مثلا"
واضاف الاستاذ الدكتور الجنابي "العراقيون قد علموا العالم الكتابة وسنوا ارقى القوانين التي لازالت الدساتير الدولية تعتمد عليها حتى اليوم في تصنيفاتها للقوانين كمقدمة ومتن وخاتمة كما في شريعة حمورابي وباقي الشرائع العراقية القديمة"
وفي اجابته عن سؤال حول كيفية المحافظة على هذه الهوية وهذا التراث اجاب الاستاذ الدكتور  "سلسلة الاثار والتراث العراقي تمتد من اقدم العصور الي يومنا هذا من اثر الى تراث قمن اراد ان يقول هويتي هذه عليه ان يقول ماذا قدم للانسانية اولا ومذا قدم الانسان في هذه البلاد ثانيا لذلك نحن كعراقيين علينا ان نشيع ثقافة الاعتزار باثارنا وبتراثنا لانه هو الهوية الحقيقية للعراق وهذا الاعزاز وهذه الثقافة يمكن ان نبداها مع التعليم الابتدائي وصولا للتعليم الجامعي من خلال المناهج الدراسية ومن خلال الرحلات المدرسية ومن خلال الملصقات كل جهاز بما يستطيع ان يقدم في هذا المضمار مناهج التعليم الملصقات السياحية والادلة السياحية البحوث والدراسات والكتب الاثارية وكذلك كل ما يتعلق بالتراث سواء كان ماديا او ام غير مادي وبالنتيجة تتشكل هوية الامة التي نعتز بها ونحن كعراقيين نعتزكثيرا بما قدمه اجدادنا وصولا من تراث وحضارة ساهمت في بناء الانسانية بشكل عام وبناء بلادنا بشكل خاص وعليه يجب ان نراجع ماذا قدمنا لبلادنا وماذا سنقدم وهنا تكمن الوطنية"
سؤال: ماهو اثر هذه الوطنية والتراث التي تكلمت عنها في تطور المدنية ورقيها بينما نرى ان هناك دولا ليس لها تراث لكنها متطورة ؟
اجاب الدكتور الجنابي "الانقطاع عن الهوية مسالة صعبة والدول التي بنت حضارة لم تبنها من لاشيء وانما اعتمدت اصول ما متوفر لدينا كل علوم الغرب الحالية اصولها اما عربية واما تعود لليونانيين كحضارة ثانوية او تعود الى الحضارات الاصلية مثلا – نظرية فيثاغورس التي هي اساس الجبر الحالي اين ولدت؟ ولدت في بابل ومن ثم نقلها اليونانيون عن طريق الترجمة وعن طريقهم وصلت الى العرب ومنهم الى النهضة الاوربية ومنها وصلت الى ان تكتب الخوارزميات الحديثة في الحواسيب فاذا مساهماتنا كعرب او كعراقيين او من اي جنسية كانت لابد وان تتعلق بالهوية ماذا قدموا واما ماذا سيقدمون فهي الحلقة المفقودة بين الماضي والحاضر متى ما انقطعنا عن ماضينا لن يكون لنا مستقبل عليه يجب ان نستشرف الماضي بما فيه من صفحات بيضاء وليس من باب التمسك الاعمى والعصبية متى ما احيينا تراثنا سنعود مرة اخرى لدورنا الحقيقي في مسيرة الحضارة الانسانية"
سؤال: باعتبارك معاون عميد كلية الاثار في جامعة الكوفة هل ترى دراسة الاثار في العراق او تطور كليات الاثار في العراق على مستوى العمق التاريخي الموجود في هذه البلاد؟
اجاب الدكتور الجنابي "نحن قائمين على العمل ونحن اعرف بشعابها لازلنا في بداية الطريق وكليات الاثار لازالت ناشئة وماتقدمه لايرقى الى الطموح ولكن هو جيد ضمن ماهو متوفر من بيئة تعليمية حيث البيئة التعليمية الان في نكسة في العراق وكليات الاثار جزء من هذه البئية التعليمية نحن نحتاج الى مختبرات حديثة ونحتاج الى تطوير الى مناهج التدريس ونحتاج الى تطوير قدرات اساتذتنا ومتى ما اغلقنا هذه الفجوة عند ذلك نستطيع ان نرقى الى ماموجود في الكليات المناظرة في اوربا وكمثال نحن لدينا اتفاقية مع الاتحاد الاوربي بدانا في تفعيلها وستنطلق القافلة الاولى من التدريسين في كليتنا للتدريب في المانيا وفق احدث الطرق التنقيب الاثارية وستكون لها برامج لاحقة لمدة ثلاث سنوات واعتقد بعد ثلاث سنوات اذا نفذنا البرنامج بشكل تام سيكون الاعتراف بشهادة كليتنا بما يناظرها في الاتحاد الاوربي عند ذلك نقول قد وصلنا الى الاعتمادية الدولية او الى الجودة الشاملة في هذا الموضوع"
من جهة اخرى قال الدكتور علاء حسين جاسم رئيس قسم الاثار الاسلامية في جامعة الكوفة
"اي فن او عمارة او اي اثار يجب ان تتاثر بما سبقها ولايوجد اي انقطاع بين الاثار الاسلامية والاثار التي سبقتها فكل الفنون الاسلامية هي ممتدة من الفنون التي سبقتها ولكن الفنون الاسلامية لها محددات حددتها الديانة الاسلامية تفرق عن المحددات التي قبلها من فنون اخرى ومن هذه المحددات هي ان الدين الاسلامي يحدد عدم التجسيم والتصوير الكامل خصوصا في الفترات الاولى في القرن الاول الهجري والقرن الثاني الهجري لكون الاسلام حديث العهد والمسلمون كانوا حديثي العهد بترك الوثنية باتجاه الاسلام لذلك كان هناك منع تام للتجسيم بينما نرى في يومنا هذا من الممكن ان تضع مجسم في احد البيوت دون ان تعتبره اله او وسيط للسماء بينما كان هذا في القرنين الاول والثاني الهجريين يمكن يسوس للشخص من نفسه ان هذا المجسم كاله سابق لانه شهد الوثنية" 
سؤال:  ما هي الفكرة من انشاء هذه المؤتمر وبماذا سيطالب هذا المؤتمر وماهي المحاور التي يبحثها؟
" اتفقنا ان يكون المؤتمر هو الحفاظ على الهوية الرمزية للتراث الاسلامي او التراث الشعبي والوطني لاننا نريد ان نطرق الباب للعالمية والعالمية لايطرق لها باب ضيق فيجب ان نطرق الباب بشكل موسع ومن خلال هذا الباب من الممكن ان ننطلق للعالمية وتخصيص المؤتمر في باب ضيق فقط وهو هدم قبور ائمة البقيع عليهم السلام من الممكن ان يلاقي المؤتمر بعض الصعوبات فافضل ان يكون مؤتمر عالمي للحفاظ على هوية التراث الاسلامي او التراث العالمي ومن ضمنه تراث ائمة البقيع"
سؤال: ماهو الهدف الي تنشدونه من هذا المؤتمر؟
اجاب الدكتور علاء "نهدف الى نشر الوعي والثقافة ويعتبر بمثابة قنبلة صوتية لينتبه العالم للتراث الاسلامي الي يعاني من الكثير من التعديات"
سؤال: الى اي مستوى تتوقع ان يلاقي صدى هذا المؤتمر تجاوب من المنظمات الدولية والمؤتمرات العالمية؟
اجاب الدكتور علاء "ان شاء الله وهناك العديد من المؤتمرات التي قمنا بها بهذا الاتجاه لاقت العديد من الاصداء في كل دول العالم منها مؤتمر الكفيل الدولي اعتقد انه مؤتمر معروف عالميا في جميع الدول"
اما الاستاذ عقيل غالب الفتلاوي منسق اللجنة الشعبية لحماية الاثار والتراث فقد اجاب حول هذا الموضوع مشكورا "تحت عنوان الاثار والحضارة رمز للهوية سيقام هذا المؤتمر برعاية العتبة الحسينية المقدسة طبعا اهداف المؤتمر بالتاكيد هي اهداف عالمية سامية وهناك اهداف محلية ولكن الهدف الرئيسي هو الحفاظ على التراث والاثار باعتبار ان هذا الموروث اساس لحضارة كل البلدان الموجودة"
وعن اسباب التفكير في هذا المؤتمر اجاب الاستاذ الفتلاوي "تعرضت التراث في البلدان العربية والاسلامية للتخريب والهدم وللكثير من الامور التي ستفقد هذه البلدان هويتها الاساسية وهذا المؤتمر يحاول التطرق لهذه المسالة وسيصل صداه الى العالم والى المنظمات الدولية من اجل اثارة راي عام محلي ودولي لتكون هناك عملية تكاتف ووعي كامل من اجل الضغط لاجل تشريع قوانين اضافية وضغوطات اضافية في كيفية الحفاظ على التراث العالمي ومن ضمنه قبور ائمة البقيع التي تعتبر من ضمن التراث والموروث العالمي وكل الاثار الاسلامية الموجودة وكذلك الاثار غير الاسلامية حيث دمر في العراق الجامع ودمرت الكنيسة والاثار الاسلامية بالذات تعرضت للتخريب اكثر لان الايادي طالتها بشكل كبير"
وعن الوقت المخصص لهذا المؤتمر "هذا المؤتمر سيعقد ان شاء الله كمؤتمر اولي ويعد الى مؤتمر ثاني المؤتمر الاولي سيكون في الثامن من شوال لهذا العام وسيكون مؤتمر تمهيدي اعدادي ستكون فيه ورقات عمل لكيفية اعداد هذا المؤتمر العالمي بمعنى ان ماسيحدث في الثامن من شوال هو اعداد ورقات عمل جاهزة لكيفية اعداد هذا المؤتمر العالمي والتنسيق له بعد ان تشترك بين جميع اللجان لتضع ورقة عمل وتشترك بجهد كبير من اجل الحفاظ على التراث الاسلامي عالميا ودوليا وضمن ضمنها قبور ائمة البقيع بالاضافة الى التراث العراقي الذي تعرض للتخريب والاهمال بشكل كبير  واعتقد اذا ماتم تسليط الضوء بشكل عملي من خلال الدراسات والبحوث في هذا المؤتمر في العام القادم سيكون تسليط الضوء بشكل مباشر على كيفية الحفاظ على هوية البلدان الاسلامية ومنها العراق والحفاظ على تراثه واثاره التي تتعرض للتدمير والتخريب بشكل واسع"
سؤال: هل لديكم فكرة عن اللجان التي ستتولى العمل في هذا المؤتمر؟
ستكون هناك عدة لجان متخصصة منها لجنة قانونية ولجنة تاريخية ولجنة الاثار ولجنة فكرية وكل لجنة ستقوم بعملها المنوط بها بحسب اختصاصها وستجتمع هذه اللجان في الثامن من شوال لهذا العام وستاتي كل لجنة بورقة عمل وتصور عن هذا المؤتمر ونستخلص منها نتيجة وهي الاعداد الكامل للمؤتمر الدولي الذي سيعقد في العام القابل ان شاء الله وبالتاكيد نعول على هذا المؤتمر لتسليط الضوء اكبر عملية التخريب في التراث والتاريخ والاثار الاسلامية ومن ضمنها التخريب والتدمير لقبور ائمة البقيع باعتبارها ضمن الموروث والتاريخ الاسلامي الواجب المحافظة عليه".

لقاء وتصوير: عادل البجاري

التالي السابق