أخبار ونشاطات قسم التوجيه والإرشاد

قائمة الأقسام

شهد اليوم الثاني للأسبوع الثقافي نسيم عشوراء مساء أمس الجمعة المصادف 13\10\2017 المحاضرة الدينية التي القاها فضيلة الشيخ صفاء الخزرجي من مؤسسة الدليل التابعة للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة في مدينة قم المقدسة وقد تمحورت المحاضرة حول التعايش السلمي الذي ثبته الدين الاسلامي الحنيف وما قام به الفكر المتطرف من خطوات لمحو تلك المبادئ السامية.
واضاف قائلا: ان خروج الامام الحسين (عليه السلام ) كان نتيجة ما جرى على الامة من انحراف كبير عن رسالة الاسلام المحمدي الذي استقامة بتقديم التضحيات الجسام لإخراج الامة من غياهب الظلام المطبق الذي عاشه المجتمع في فترة الجاهلية، وان دور الائمة الاطهار (عليهم السلام) انما هو امتداد طبيعي لتلك الرسالة السامية بيد ان الدور الذي قام به الامام الحسين (عليه السلام) كان له الوقع الاكثر في المجتمع حتى يومنا الحاضر اذ فضحت تلك الثورة الخالدة الزيف الذي اتسم به حكام بني امية ومحاولتهم تظليل الناس بشكل قسري مستخدمين القتل والترويع اتجاه المجتمع، فكان خروج الامام الحسين (عليه السلام) انطلاقا من الواجب الشرعي، بان يحفظ الرسالة المحمدية من الضمور فكانت ثورة عاشوراء هي القوة التي انتشلت المجتمع من قعر الظلم والفساد لتكون ملهمة الثورات سابق والان ولاحق الى قيام يوم الدين.
وقد اكد النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) للامة بانهم لن يضلوا اذا ما تمسكوا باثنتين القران الكريم و اهل البيت (عليهم السلام) وان من اتخذ هذا السبيل فانه يكون متحصنا بوجه الزلل والانحراف عن جادة الحق الالهي.
مضيفا: لو اردنا ان نعقد مقارنة بين المنهج الاسلامي الحق ومنهج الارهاب الذي يدعي عمله وفق الشريعة الاسلامية سوف نجد التناقض الواضح بين التطبيق العملي بين الاثنين اذ نجد التسامح والتعايش السلمي مفعلا بشكل كبير تحت مظلة الدين الاسلامي الحق على عكس المنهج الارهابي الذي يعمل بأساليب القمع والقتل والترويع لكل من يأخذ بأوامره النابعة من الاهواء الشخصية للنفس الامارة بالسوء وجانب اخر يوثق بحوادث خلدها التاريخ لمبدأ تقبل الاخر والتعايش معه نجده في مبدئ الدين المحمدي الاصيل المتمثل باهل البيت (عليهم السلام) واعطاء كل ذي حق حقه دون نقص والحرص على قضاء حوائج الناس ومساعدتهم للخروج بهم الى بر الامان فيما نلاحظ في الجهة الاخرى الكراهية واتباع الاهواء الشخصية وسلب الناس حقوقهم الشرعية تحت غطاء الدين كل ذلك واكثر نجده في منهج الارهاب، ولم تكن هذه الحالة وليدة اليوم بل انها قد تفاقمت على مدار قرون ماضية حتى اصبحت اليوم بشكلها المعروف بداعش الارهابي الذي هو امتداد لأعداء اهل البيت (عليهم السلام).
ايها الاعزاء نحن اليوم نواجه فكرا متطرفا هو صنيعة عقود من الزمن في كل حقبة هنالك حلقة سوداء في المجتمع الاسلامي تحاول التغلغل داخله من اجل نخر جسده واضعافه بالتالي تطبيق افكارها المسمومة على ابناء ذلك المجتمع، وهنالك جانب مضاد له هو الجانب الاصلاحي الذي يواجه تلك الهجمة محاولا القضاء عليها و تنوير عقول افراد المجتمع لئلا ينجرفون الى الهاوية بالتالي خسارة الدنيا و الاخرة.
وتابع الخزرجي قائلا: الامر الاخر الذي حرص عليه الدين المحمدي الاصيل هو العيش بسلام بين طوائف المجتمع فلم يمنع المؤمنين من التودد الى الذين يخالفوهم بل على العكس اكد بان يحسنوا لهم ومساعدتهم وهو ديدن هذا المنهج الحق الذي يمتاز بإنسانيته في جميع مفاصل الحياة داعيا الى مبدأ الامة الواحدة التي انطلق منه الدين الاسلامي وند ان المنهج الارهابي يدعو الى التفرقة بين الناس داخل المجتمع الواحد وهو يتخذ من اسلوب القتل منهجا لسياسته وعلينا اليوم ان نتكاتف من اجل تفويت الفرصة على هذا المنهج الدخيل على مجتمعنا الاسلامي فهو يريد ان يفرقنا بالتالي اضعافنا مما يتيح له الفرصة لتنفيذ مؤامراته.
وفي الختام دعا فضيلة الشيخ الخزرجي الباري عز وجل ان يحفظ بلاد المسلمين من كل سوء وان يديم هذه التجمعات الولائية على محبة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) واله الطيبين الاطهار (عليهم السلام).

اعداد وتصوير: ميثم الحسيني

التالي السابق