قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام
  • زواج النورين
  • الكاتب:الحاجة كفاح الوائلي
  • تاريخ الإضافة:03/07/2022
  • المشاهدات:309
  • تم الاضافة بواسطة:Maitham.Ninawa

زواج النورين

 

الأول من ذي الحجة أكرمُ يوم خُلّد في السماء قبل الأرض ووثّق بعناية ربانية وشهادة ملائكية، والأطراف، نبي مرسل ووصي منصّب وريحانة حوراء أنسية لها مكانة علية نطقتها ملكوتيه ...أُعدت لأمر عظيم ألا وهو إنجاب الأئمة الميامين من نسل سيد المرسلين وحبيب إله العالمين للذين جعلهم حُججاً على البرايا، بهم بدأ وبهم يختم، وهم حبل الله المدود بين الأرض والسماء، وبابه الذي منه يؤتى...


لأجل هذا تزيّنت السماء قبل الأرض إحتفاءً بالعروسين، فحلّت بركات السماء على الأرض وكانت البشرى العظيمة لرسول الله (ص) الذي بُلّغ من السماء بأن يُزوّج النور من النور، فيالها من زيجة واختيار فريد ومميز لهم ولن يكن له ثانٍ أبداً .


فلننظر لهذا الزواج من زوايا غير تقليدية وبعيدة عن المألوف...
1- الزهد الواضح بكل تفاصيل هذا الزواج المبارك مع عظم شأن الزوج والزوجة، وهذا درس بليغ لأمة الإسلام أنّ ما بُني على القناعة والرضا وحب الله عز وجل فهو الزاد المبارك لأساس ٍرصين وأسرة متوازنة، علماً أنّ الإمكانات غير عاجزة ولكن الدرس بليغ.


2- رقي التعامل بين الطرفين، وعمق العاطفة، والاحترام المتبادل، وحفظ الحقوق للطرفين المتمثل بقول الامام علي (ع)): فوالله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمرٍ حتى قبضها الله عز وجل، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمرا، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.)
وقول الزهراء (ع) (يا ابن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال (عليه السلام): معاذ الله أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله [من] أن أوبخك بمخالفتي) وهذا يعُد نهج ومدرسة تربوية اسرية لكل اسرة مسلمة تريد السعادة والاستقرار.


3- السمات التربوية الراقية التي تربى بها الحسنان وأختيهما زينب وأم كلثوم وما حملته من إعداد وتدريب لمهام ربانية ومسؤوليات جسام لا تتحملها الجبال الرواسي، وهذا ما شهدهُ التاريخ ووثّقته الوقائع والأحداث التي مرّوا بها هؤلاء الأطهار وخلّدتهم مدارس الى يوم يُبعثون .


4- السمات المنفردة التي تحلّت بها الزهراء (ع) كزوجة وأم ومربية وعاملة وداعية إسلامية بحلقات تدريسية وتربوية وقرآنية شملت أغلب نساء قريش مع عظم مسؤولية البيت وأعبائه لبساطة الوسائل وسبل العيش في ذلك الزمان كالطحن والخبز وخم المنزل حتى مجُلت يداها وتعفرت ملابسها بالتراب ونحل جسدها من ثقل المسؤولية وهي شاكرة حامدة لله عاملة بصبر وسعة صدر، دون تقصير بأي جانب وهذا درس بليغ لنساء المسلمين أن أعظم جهادها هو حُسن التبعل.


فسلام عليكم ابداً ما بقينا وبقي الليل والنهار ...فحق للسماء والأرض ان تتزين لهذا الحدث المبارك الجميل بكل معنى الجمال.



 


التالي السابق