قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام


افتتح ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي مؤسسة الشيخ احمد الوائلي التعليمية الطبية في محافظة كربلاء المقدسة والتي تضم مستشفيات تخصصية للمرأة وامراض الدم يعدان الاولان من نوعهما في العراق، بسعة (281) سريرا ومجهزة باحدث ما توصلت له التكنولوجيا من اجهزة طبية متطورة وجرى الافتتاح في حفل حضره الامين العام للعتبة الحسينية الاستاذ حسن رشيد العبايجي ووزراء وبرلمانيين ومحافظين وشخصيات علمية ودينية واكاديمية.


وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في كلمته بافتتاح المؤسسة "ها نحن نشهد استذكار ايام الولاية الالهية لاهل بيت العصمة (عليهم السلام) جميعا بدءاً من ذكرى التنصيب الالهي لإمرة المؤمنين وولايتهم لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وذكرى نزول الوحي الالهي معلنا ومظهرا لمقامات اهل بيت النبوة وموقعهم ومنزلتهم عند الله تعالى والحمد لله تعالى ان هيئ الاسباب ليقترن افتتاح هذه المؤسسة الطبية بما فيها من خدمات خاصة ومتطورة مع هذه المناسبة العظيمة الا وهو افتتاح مؤسسة الشيخ الوائلي (رحمه الله) الطبية التعليمية التي تضم مستشفى السيدة خديجة الكبرى (عليها السلام) التخصصية للمرأة وبسعة (202) سرير ومستشفى المجتبى (عليه السلام) لامراض الدم وزراعة نخاع العظم بسعة (79) سريرا ومجموع سعة المستشفيين يصبح (281) سريرا، وقد يثار تساؤلان اثنان هنا، التساؤل الاول ماهي الدواعي لانشاء مؤسسات تعليمية وطبية خاصة بالمرأة؟ اذ سبق ان انشأت العتبة الحسينية المقدسة جامعة الزهراء (عليها السلام) للبنات قبل ثلاث سنوات، واليوم نشهد افتتاح مستشفى خاص بالمرأة والذي قد يتوهم البعض انه للولادة والاطفال فقط بل هو لكل التخصصات الطبية الخاصة بالمرأة وجميع ملاكاته الطبية والتمريضية والادارية والخدمية من النساء فقط، كما ان جميع المراجعات له من النساء فقط".


واضاف ان " مستشفى خديجة الكبرى (عليها السلام) يعد من المستشفيات القليلة جدا في العالم وحسب علمنا لا توجد مثل تلك المستشفيات الا في اربعة او خمس دول في العالم، والتساؤل الثاني مفاده ماهي الدواعي التي تحثنا ان نسارع الخطى لانشاء مستشفيات ومراكز طبية متعددة في كربلاء المقدسة وباقي المحافظات؟ فالمؤمل بعونه تعالى وجهود الخيرين افتتاح مستشفى للجهاز الهضمي وزراعة الكبد نهاية العام الحالي في كربلاء المقدسة ومستشفى الاورام السرطانية في محافظة البصرة نهاية النصف الاول من العام المقبل ومستشفى الامراض القلبية والاوعية الدموية نهاية العام في كربلاء المقدسة وغيرها من المستشفيات القادمة، وللجواب على التساؤل الاول نقول، ان الدين الاسلامي بل الديانات السماوية الالهية الحقة والعقلاء في مسيرتهم الانسانية قد وجهوا اهتماما خاصا لتعزيز كرامة المرأة وصيانة حقوقها والحفاظ على عفتها وخصوصيتها الانسانية وحيث ان الكثير من النساء لحرصهن على الالتزام بالأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة ترفض ان تكون الخدمات الطبية المقدمة لها من العنصر الطبي الرجالي وقد تحجم عن التطبيب حذرا من هذه المخالفة وثانيا من اجل دعم تشكيل الملاكات الطبية النسائية المتقدمة في بلدنا وتعزيز الرصيد العلمي الاكاديمي التخصصي للمرأة في العراق"، وقد اولت العتبة الحسينية المقدسة اهتماما خاصا واتجهت بجدية لأنشاء المؤسسات التعليمية والطبية المختصة بالمرأة فقط، مبينا ان " مستشفى المجتبى (عليه السلام) مخصص لعلاج امراض الدم وزراعة نخاع العظم للرجال والنساء".

واوضح المتولي الشرعي ان " الجواب على السؤال الثاني الذي يطرحه بعض الاخوة ، ومفاده ما هو السر في هذا العدد الكبير من المستشفيات ومراكز التوحد وغيرها مع ان الوظيفة الاساسية للعتبة المقدسة هي الخدمة الدينية وخدمة الزائرين خاصة؟ فنقول ان الاسباب هي لإظهار وابراز على نحو الحقيقة وليس على مستوى التنظير فقط، بل على المستوى العلمي والتطبيقي، مدى اهتمام وعناية المرجعية الدينية في النجف الاشرف بتوفير الخدمات الطبية المتطورة والتعليمية لأبناء الشعب العراقي بكل مكوناته واعراقه الدينية والقومية، مضافا الى ما تتحمله المرجعية الدينية ووكلائها من مسؤوليات عظيمة دينية وارشادية ورعاية ابوية للجميع، والامر الثاني اننا لا نبغي من وراء هذه المؤسسات الطبية والتعليمية والنفسية وغيرها ان نكون بديلا او مزاحما للمؤسسات الحكومية بل لكي ندعم ونتكامل مع مؤسسات الدولة خصوصا التعليمية والطبية اللذان هما الاساس لحفظ كرامة وصحة ورقي المجتمع وقدرته على اداء وظائفه الاساسية في هذه الحياة، والامر الثالث فقد اصبح من ضرورات العمل والخدمة في العراق توفير البديل المناسب والمتطور للمواطن العراقي عن الخدمات الطبية والتعليمية والتي كثر معها في الآونة الاخيرة توجه المواطنين العراقيين للبحث عنها خارج العراق مع ما في هذا التوجه من تفريط وتفويت لعملية بناء الشخصية العلمية التخصصية العراقية الوطنية يصاحبها انفاق مالي كبير خارج البلد وتضعيف للثقة بالقدرات الوطنية مضافا للمشاق والصعوبات التي يعانيها العراقيون خارج بلدهم ولكي نعيد الثقة للمواطن العراقي في كفاءات وقدرات ابناء بلده في هذه المجالات العلمية والطبية فلابد من اهتمام استثنائي وعاجل للنهوض بها، والامر الرابع فقد اظهرت تجربتنا في انجاز هذه المشاريع المهمة ان للتعاون والتفاهم والتعاضد بين العتبات المقدسة ووزارات ودوائر الدولة وخصوصا مع رئاسة الوزراء وديوان الوقف الشيعي ومديرياته المختلفة والوزارات المعنية الاساسية ومع المحافظة كربلاء بشخص محافظها ومسؤوليها والدوائر المعنية في المحافظة وبقية المحافظات ان لهذا التعاون والتعاضد والتنسيق نتائج مثمرة وطيبة ستساهم في ارتقاء الخدمة في العراق وتعيد الامل للمواطن في ان بلده سينهض كما يأمل ويتمنى، وما هذا المشروع والمشاريع الاخرى الحالية والمستقبلية الا ثمار عملية طيبة لهذا التعاضد والتفاهم".


من جانبه اكد وزير الصحة الدكتور هاني بدر موسى خلال كلمته اننا " نتشرف ان نكون هنا اليوم في مدينة الامام الحسين (عليه السلام) مدينة الشهادة لنشارك الجميع هذه الفرحة بإضافة مهمة هي اضافة جوهرة اخرى من الجواهر الموجودة من المؤسسات الصحية والتعليمية ولنا الفخر ان نكون هنا بينكم مساندين وداعمين لهذه الخطوات المهمة التي تضاف الى الخطوات السابقة والغرض منها توفير خدمات صحية شاملة لعموم العراقيين، وبالامس كانت مؤسسة الوارث الطبية والتي تعني بعلاج شريحة مهمة من شرائح المجتمع من المصابين بالسرطان فكانت بحق اضافة مهمة الى الخدمات الصحية الموجودة في العراق، والمعلوم ان الخدمات الصحية تعد من اغلى الخدمات في العالم".


اما نائب رئيس ديوان الوقف الشيعي حسين التميمي فقال في كلمته التي القاها في الحفل انه" استمرارا للإنجازات المتواصلة يسر ديوان الوقف الشيعي ان يشارك الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة افتتاح مشروع مؤسسة الشيخ احمد الوائلي (رحمه الله) التعليمية الطبية المدرجة ضمن مشاريع الخطة الاستثمارية لديوان الوقف الشيعي وبواقع مشروعين احدهما بمرحلتين وتم تخصيص احد البنايتين من قبل الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة لتكون مستشفى المجتبى لأمراض الدم وزراعة نخاع العظم ومستشفى خديجة الكبرى المتخصصة بأمراض النساء بملاك نسائي تعد الاولى في منطقتنا، وتبلغ الكلفة الكلية للمشاريع المفتتحة وبضمنها كلفة الاعمال الاضافية بحدود (53 ) مليار دينار ومساحة بنائية وصلت الى (28000) متر مربع".


كما اشار محافظ كربلاء المقدسة نصيف الخطابي في كلمته الى ان " افتتاح هذين المستشفيين نحتفل بهما لان لهما بعد انساني وخدمي وقيمي وعندما تنشأ العتبة الحسينية المقدسة هكذا مشاريع فلا غرابة وكربلاء هي مدينة العطاء، واليوم عندما ينجز مشروع بإسم المرأة انما هو تكريم لها وهو جزء اساسي من اهتمام الاسلام والمرجعية الدينية والعتبات المقدسة والمجتمع بالمرأة التي تعتبر قيمة عليا التي تعتبر كل المجتمع وليس جزءا منه، وان الية التكامل في كربلاء المقدسة تعتبر قصة نجاح في تقديم الخدمات".

 


قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: خضير فضالة – محمد الخفاجي

التالي السابق