الهيمنة على العقول وتوجيهها بحسب إرادة الموجِه واحدة من اخطر أساليب التضليل الإعلامي في الماضي والحاضر ، ويتحقق هذا بأن يشعر الموجَه (الجمهور) ان القضية او الحدث يسير وفق اعتباراته الطبيعية او الحتمية ، ونحن نعيش ذكرى استشهاد النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله ،عندما نقرأ إعلامياً الاحداث التي رافقت وتلت استشهاده صلى الله عليه وآله ونعني تحديداً حادثة السقيفة نجد ان أولى مقدمات الحدث(السقيفة) الإعلامية هو عبارتين(ان الرجل ليهجر)(ان النبي غلبه الوجع) هذه العبارات تلقها سائر الناس وفق اعتباراتها الطبيعية او الحتمية شخص في لحظة احتضاره يهجر او يتوجع متناسين هيبة النبي صلى الله عليه وآله وخصوصيته( وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحي) .

هذه العبارات لم تصدر عفوية او عبثا وانما من اجل افراغ ما قد يكتبه الرسول الاكرم من وصية من محتواها الذي لو كتب دون تضليل ودون الفتنة لتغير مسار الامة.

ان هذا التضليل السابق للحدث مازال حاضراً في المجتمعات بقوة ومنها مجتمعنا فكل ما يراد تغيره وافراغه من محتواه وانحرافه عن مساره الحقيقي سواء (قيم عقائد، شعائر ...) يعمل الاعلام المضلل على افراغه من محتواه الحقيقي بعبارات بممارسات ظاهراً تتوافق مع طبيعته وحقيقته لكنها في حقيقتها تسعى الى افراغ الحدث او العمل من محتواه.

يسعى على سبيل المثال البعض لإدخال ممارسات تتوافق وفق طبيعتها مع الزيارة الاربعينية لكنها في حقيقتها تسعى الى افراغ الشعيرة من محتواها دون ان يشعر المجتمع ليضعف عقيدته بهذه الشعيرة او يغير مسار عقله الجمعي الى ما هو ادنى من الهدف السامي للزيارة .