انتشرت وخيمت أجواء الحزن والأسى على رحاب مرقد الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث اكتست جدران العتبة الحسينية المقدسة وأروقتها بالسواد، وعُلّقت القطع التي خُطّت عليها عبارات الأسى، حزناً وألماً بحلول شهادة السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بحسب الرواية الثانية، والتي ستوافق ذكراها يوم الثلاثاء القادم الثالث عشر من شهر جمادى الأولى.

حيث اعتادت وحدة الخياطة والتطريز سنويّاً بتوشيح الصحن الحسيني الشريف بكلّ مناسبة دينيّة، وتقوم بتجديدها كلّ عام، وإضفاء بعض الإضافات عليها.

إذ قامت الملاكات الفنيّة بخياطة عدد من الرايات تحمل عبارة: (السلام عليك يا فاطمة الزهراء) ولوحات مطرّزة ومؤطّرة تحمل عبارة: (يا فاطمة الزهراء البتول) وهناك لوحتان تحمل عبارة: (يا سيدة نساء العالمين) ولوحات أخرى مطرّزة ومؤطّرة تحمل أقوالاً مأثورة عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بحق الصديقة الطاهرة (عليها السلام) فضلاً عن لافتتين تحملان عبارات تعزية لصاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) باستشهاد جدّته الكبرى الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السّلام).

العتبة الحسينية المقدسة وكعادتها أعدّت برنامجاً عزائيّاً يتضمّن العديد من الفقرات والفعاليات العزائية، وبما يتلاءم والظرف الصحّي الحالي، نتيجة تداعيات وباء كورونا، إذ سيشتمل برنامج التعزية على إلقاء محاضرات دينية ومجالس عزائية مخصوصة لإحياء هذه المناسبة، إضافة الى أنّها أعلنت عن استعدادها لاستقبال مواكب العزاء من داخل مدينة كربلاء المقدسة وخارجها، والتي تأتي مواساة وتعزية لسيد الشهداء الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) بهذه المناسبة الأليمة.

يُذكر أنّ محبّي وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) يتفاعلون في كلّ أنحاء العالم مع هذه الذكرى الأليمة لشهادة بضعة الرسول فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وأنّ هناك روايات متعدّدة حول تاريخ شهادتها ومكان قبرها (عليها السلام) وذلك يدلّ على مظلوميتها والاضطهاد الذي تعرّضت له، حيث أوصت (عليها السلام) زوجها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) أن يُخفي مكان قبرها، ولا يشهد جنازتها أحد ممّن ظلمها وغصب حقّها، وكان عمرها حين استشهادها ثمانية عشر عاماً على أشهر وأغلب الروايات.

المصوّر: حسين العطّـــــــار

المراسل: محمد المسـعودي

المحرّر: عبدالرحمن اللامي