قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

تتّشح العتبة الحسينيّة المقدّسة بالسواد وتنشر اللافتات التي تعبّر عن الحزن والأسى لوفاة بطل الإسلام المؤمن الموحد عمّ النبيّ صلى الله عليه وآله أبي طالب رضوان الله عليه مؤمن قريش وحامي النبي وكافله بعد أبيه.

وأبو طالب هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، وكنيته أبو طالب، ولد قبل مولد النبيّ (صلى الله عليه وآله) بخمس وثلاثين سنة، وكان سيد البطحاء وشيخ قريش ورئيس مكة، وتزوج من فاطمة بنت أسد، وهو أول هاشمي يتزوج بهاشمية، فولدت له أكبر أبنائه من الذكور: (طالب) وبه يُكنّى، وعقيل، وجعفر، وعليّ، ومن الإناث: أم هاني واسمها (فاختة)، وجمانة.

وكانت فاطمة بنت أسد بمنزلة الأم لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد تربّى (صلى الله عليه وآله) في حجرها، حين كفله أبو طالب بعد وفاة جدّه عبدالمطلب، وكان (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يناديها: أمي، وكانت تفضّـله على أولادها في البِرِّ.

وكان أبو طالب يحبّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) حبّاً شديداً، ولما بُعث (صلى الله عليه وآله) إلى البشرية مبشرًا ومنذرًا، صَـدّقه أبو طالب وآمن بما جاء به من عند الله، ولكنه لم يُظهر إيمانه تمام الإظهار بل كتمه ليتمكن من القيام بنصرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن أسلم معه.

فإنه لم يكن يعبد الأصنام، بل كان يعبد الله ويوحده على الدين الذي جاء به إبراهيم (عليه السلام)، وخير دليل على ذلك هو خطبته التي ألقاها في طلب يد خديجة لابن أخيه محمد (صلى الله عليه وآله) قبل أن يبعث بخمسة عشر عامًا.

ولمّا سجنت قريش بني هاشم في الشِّعب مع الذين آمنوا بالرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثلاثة سنين، كان أبو طالب يأمر ابنه عليّاً أن ينام في مضجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) خوفاً عليه من أن يغتالوه.

ولم يمهل القدر سيد قريش ورئيس مكة الذي ساد بشرفه لا بماله، فقد تُوفّي في 26 من شهر رجب الأصبّ سنة ۱۰ للبعثة النبوية الشريفة، وكان عمره آنذاك ست وثمانون سنة.

فرضوان الله عليه يوم وُلد ويوم توفّي ويوم يُبعث حيّاً

 

تصوير: حسين العطّــــار

إعداد: عبدالرّحمن اللامي

التالي السابق