يُعتبر قسم الزينة والتشجير في العتبة الحسينية المقدسة من الأقسام المهمّة، فمن خلاله يتمّ زراعة وتكثير الشتلات الزراعية الموسمية والدائمية، والعاديّة والظليّة، وشجيرات الزينة والتراب والسماد الزراعي، كلّ ذلك بأياد فنيّة ذات اختصاص زراعي، ومن ذوي الخبرات العالية في زراعة وتكثير الشتلات، بالإضافة إلى المهندسين والمصمّمين الزراعيين وبكافة الاختصاصات.

ومشتل العتبة الحسينية المقدسة أُسّس في سنة (2009م) على أرض مساحتها 11 دونماً، وكان الهدف من تأسيسه هو رفد العتبتين المقدستين وحدائق ما بين الحرمين بالأشجار والزهور، وبعد التطور الملحوظ بمرافق العتبتين المقدستين ومنشئاتها الحيوية كان المشتل يتوسّع أيضاً، وتم افتتاح أكثر من مشتل.

يقول معاون مدير قسم الزينة والتشجير في العتبة الحسينية المقدسة الأستاذ (برير أحمد ناصر) لموقع نشاطات العتبة الحسينية: "إنّ مجموعة مشاتل العتبة الحسينية المقدسة قامت بزراعة أنواع عديدة من الورود، سواء لرفد العتبة ومواقعها وأقسامها أو عرضها للبيع المباشر على المواطنين أو لأصحاب المشاتل".

وأضاف قائلاً: "إنّ من أهمّ ما تقوم به إدارة المشاتل هو تكثير النباتات، وتقوم بنقل المشتولات الصيفية التي يتمّ تكثيرها حصراً داخل المشاتل، وقد تمّ في هذا الموسم إنتاج مئات الشتلات العطريّة المختلفة، كون الزراعة تتمّ وفق أحدث المواصفات العالمية والطرق العلميّة، وبأيادٍ فنيّة ذات اختصاص زراعي من ذوي الخبرات العالية في زراعة وتكثير الشتلات، بالإضافة إلى إشراف المهندسين والمصممين الزراعيين بمعظم الاختصاصات.

وبيّن الأستاذ (برير أحمد ناصر) قائلاً: "إنّ المشتل يضمّ أنواعاً مميّزة من الزهور الأجنبية، التي يتمّ رعايتها وتكثيرها باستخدام أحدث الوسائل، مع توفير المناخ الخاص بكلّ نوع من تلك الأنواع للحفاظ على ديمومتها، وتتميّز هذه الزهور بزيادة الخضرة والألوان الزاهية، والتي تُعتبر من أجود وأثمن الزهور، إذ تتمّ زراعتها في بيوت بلاستيكيّة خاصّة، تحتوي على  منظومة التبريد، بالإضافة الى 6 مفرّغات تكون مهمتها سحب الهواء البارد الناتج من الجهاز، لحين الوصول الى درجة الحرارة الملائمة لهذه النباتات، حيث تتراوح بين 20 ــ 30 درجة مئوية، وعند حلول الأعياد ومواليد الأئمة (عليهم السلام) يقوم مجموعة من المزارعين بقطفها والاهتمام بها وحفظها في سلال خاصة، ومن ثمّ تنقل عن طريق البرادات للحرم المقدس، ومن أشهر هذه  الزهور الأنتوريم والزنبق والورد الهولندي وكلايول و روز ولألة و كاميليان والجوري والمحمدي".

وأشار معاون مدير قسم الزينة والتشجير الى أنّ أكثر من100 نوعاً من الزهور والشتلات دائمة الخضرة يتمّ نشرها داخل الصحن الحسينيّ الشريف، وأيضاً في المناطق المحيطة بالحرم الحسيني، وكذلك عند الأبواب الخارجية، ومنها باب القبلة وشارع الشهداء، وأيضاً في منطقة ما بين الحرمين الشريفين، مع تهيئة الظروف الخاصة بتلك النباتات لمقاومة الظروف الجوية. 

وأكّد قائلاً: "إنّ مشاتل العتبة الحسينية المقدسة تستورد عدداً كبيراً من شتلات أشجار الظلّ والورود من هولندا وإيطاليا وتركيا وإيران وسوريا، وقد حقّقت نسب نجاح 100% دون أن تسجل أي حالة تلف للشتلات".

يُذكر أنّ العتبة الحسينية المقدسة تشارك في مهرجانات تنظيم الحدائق والبستنة المحليّة والدوليّة، وقد حصدت المراكز الأولى على الصعيديْن المحلي والدولي.

المصوّر: محمـــد الخفـاجي

المراسل: محمد المسـعودي

المحرّر: عبدالرحمن اللامي