قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام
  • سعادتك من الله وشقائك منك
  • الكاتب:بقلم شيماء الحسيني
  • تاريخ الإضافة:04/01/2022
  • المشاهدات:382
  • تم الاضافة بواسطة:admin1

سعادتك من الله وشقائك منك

 

بقلم شيماء الحسيني


( ثم أنشا سبحانه فتق الاجواء، وشق الارجاء وسكائك الهواء، فأجرى فيها ماءً متلاطما تياره متراكما زخاره، حمله على متن الريح العاصفة، والزعزع القاصفة، فأمرها برده، وسلطها على شدَِه، وقرنها الى حده، الهواء من تحتها فتيق، والماء من فوقها دفيق، ثم انشا سبحانه ريحا اعتقم مهبها، وادام مُربَّها واعصف مجراها، وابعد منشأها فأمرها بتصفيق الماء الزخار واثارة موج البحار فمخضته مخض السقاء، وعصفت به عصفها بالفضاء، ترد اوله الى آخره، وساجيه الى مائره حتى عبَّ عبابه ورمى بالزبد رُاكامه، فرفعه في هواء منفتق وجو منفهق، فسوى منه سبع سماوات جعل سفلاهن موجا مكفوفا،، وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا، بغير عمد يدعمها ولادسار ينظمها ثم زينها بزينة الكواكب، وضياءالثواقب وأجرى فيها سراجا مستطيرا وقمرا منيرا في فلك دائر وسقف سائر ورقيم مائر) .


الخطبة الأولى من نهج البلاغة لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
ورد في الخطبة عدد من الالفاظ والعبارات التي تحمل معاني محورية في علم الفلك والفيزياء ونحن لسا بصدد الحديث في هذه العلوم ولكن ارتأينا ان نوردها للفائدة( 1)

ولنعطي دليلا على ان الله تعالى هو مصدر الطاقة ثم لنتحدث عن سبب السعادة والشقاء.


وقد أشار الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته الى كيفية إيجاد الكون والذي بنى تفسيره المختصون في علم الفلك على نظريتي الانفجار الكبير والانتفاخ.


ففي الخطبة وصف ل اللحظة التي شاءت إرادة الله خلق الكون فيها اذ أمر تعالى هذه الرياح التي كانت قد خرجت عن القاعدة فلم يكن لها مهب، ولم يكن لها مسار بل استقرت في المكان الذي انطلقت منه، فشكلت قوة ضاغطة هائلة مركزة وموجهة نحو جزئيات من الماء، فأحدثت القوة صوت كبير، وأخذت تفعل بالماء كما يفعل صانع الزبد بالسقاء المملوء باللبن.


هنا لابد للقارئ ان يفهم ان هناك حركة نتجت عن القوة الضاغطة المصطدمة بالماء،ويفسر علماء الفلك القائلون بنظرية الانفجار الكبير الذي حدث بقولهم انه كان نتيجة اندماج البروتونات.
والسؤال هو ماهي تلك القوة التي حملت البروتونات على الاندماج؟!
الجواب انها الطاقة الإلهية.


فاذا سلمنا ان الله تعالى هو المصدر الأساس للطاقة لابد ان نعرف انه تعالى وضعها في جملة من مخلوقاته (اشخاص، أماكن، مجموعات شمسية، كواكب، نجوم مكونات طبيعية الخ ، والطاقة الالهية طاقة إيجابية، لذا يقر المختصون بان التعبد والتقرب الى الله تعالى من عوامل كسب الطاقة الإيجابية لإدخال الطمأنينة والاستقرار على القلب كونه تعالى هو مصدر الطاقة، فيشع القلب بدوره ويعكس هذه الطاقة على الاخرين حبا وعطاء وتسامحا.


وقد يسأل سائل ان الطاقة إيجابية وسلبية ونحن عندما تحدثنا عن مصدر الطاقة ذكرنا الإيجابية منها فقط، نقول نعم ذلك لان الطاقة السلبية التي تحطم كل ما هو مفرح وناجح وجيد، وتطرد الخير نابعة من ذات الانسان او مكتسبة من الطاقة الارضية(الجيولوجية) او الطاقة السماوية او من طاقة المحيط والبيئة.
ويسهل التخلص منها باستشعار نور الله وانه محيط بنا من كل جانب (الله نور السموات والأرض)، بتلاوة القرآن والاستماع له، والقرب من البقع المباركة التي اختارها الله لتشع طاقة إيجابية على خلقة مثل الكعبة الشريفة واضرحة الائمة، فضلا عن إعمال الخيال بشكل إيجابي كتذكُّر أشياء ممتعة وجميلة حدثت معك، او الذهاب في سفره، و كسر روتين الحياة اليومي.


كما ان التماس مع العوامل الطبيعة الجالبة للطاقة الإيجابية (الماء، التراب، الملح) مثل التماس مع التراب بالمشي حافيا لفترة معينة يخفف من الطاقة السلبية.
* الغسل والوضوء الدائم يجلب الطاقة الإيجابية ويطرد الطاقة السلبية او الذهاب الى الشواطئ ان أمكن.


  • التأمل والصلاة وكثرة السجود على الأرض عند الصلاة يسحب الطاقة السلبية من جسدك، لذلك متى شعرت بالضيق يمكنك أن تسجد على الأرض مباشرة لتتخلص من هذه الطاقات السلبية.
    الملح يطرد الطاقة السلبية عند فرك الجسم به ويجلب الطاقة الإيجابية فضلا عن الاهتمام باتجاه القبلة.
    كما ان هناك سلوكيات جالبة للطاقة الإيجابية مثل الابتسامة التي هي صدقة في ميزان الاجر عند الله اذ يقول صلى الله عليه وآله وسلم:(تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقةٌ) فهي من موجبات نشر المودة والمحبة بين الافراد، كما ان السلام وافشائه دعوة وإعلان عن الطمأنينة والوئام بالإضافة الى السلوكيات اخرى كاللعب مع الأطفال واحتضانهم.

1- فَتَقَ: بمعنى شَقَّ، واذ ذهبنا بعيدا في الكيمياء يصبح المعنى شطر انشطارا وهو مصطلح يدل على عملية تجرى داخل الذرة تتسبب في هروب الاكترونات وتسمى بالانشطار الذري الذي يرافقه طاقة هائلة.
الاجواء: جمع جو وفسر الجو بشيئين مابين السماء والارض، والفضاء الواسع لكن الصواب الثاني حيث ان كلامه (عليه السلام) عن الجو قبل خلق الارض والسماء.
سكائك الهواء: يقول ابن ابي الحديد في تفسيرذلك:( ان الفضاء الذي هو الفراغ الذي يحصل فيه الاجسام خلقه الله تعالى، ولم يكن من قبل وهذا يقتضي كون الفضاء شيئا لان المخلوق لايكون عدما محضا، وليس ذلك ببعيد فقد ذهب اليه قوم من اهل النظر، وجعلوه جسما لطيفا خارجا عن مشابه هذه الاجسام ومنهم من جعله مجردا )ولما كانت المادة الاولى غير متكونة فلا بد ان يكون المقصود من الهواء هو الفضاء الخارجي كما ورد في حديث الامام الباقر السابق، فيصبح معنى سكائك هو قوى الجذب التي تحاول ان تمسك الاشياء في خطوط ثابتة.
الزعزع: شديدة تزعزع الاشياء، اي لها قابلية محركة للاشياء تنقلها من حالة السكون الى حالة الحركة.
فأمر بردها: أي ان الله أمر الرياح ان تحفظ الماء وترده عن الجري الذي سبقت الاشارة اليه بقوله (فأجرى فيها ماء) ثم حمله الهواء من تحتها فتيق والماء من فوقها دفيق.
اي الهواء الذي هو محل الريح مفتوق اي مفتوح منبسط من تحت الريح الكاملة للماء، والماء دفيق من فوقها أي مصبوب مندفق والفرق انه سبحانه بقدرته ضبط الماء المصبوب بالريح الحاملة له كما ضبط الريح بالهواء المنبسط، وهو موضع العجبى.
وليس هناك عجب اذا عرفنا ان المقصود بالريح والهواء ليس المعنى المتعارف، بل شيء آخر سنتعرف عليه بعد قليل.


ريحا اعتقم مهبها: أي ريح عقيمة اي ليس فيها صفات الريح العادية.
وأدام مُرَبَّها: أي اقامتها في محلها من قولهم مرب الابل لمكان لزمته.
فأمرها بتصفيق: الصفق الضرب الذي يسمع له صوت.
والتصفيق هو ضرب الكفين ببعض، فيتولد منها صوت عال.
مخض السقاء: اي الحركة التي تدخل داخل السقاء عندما يراد خض اللبن لاستخراج الزبد.
(ورمى بالزبد) الفقاعة التي تتكون في الماء.
هواء منفتق: اي منشق يفسح المجال لتكون الزبد.
وجو منفهق: اي متسع يصبح بمقدور الزبد أن يأخذ أي حجم يريده.
(موجا مكفوفا) أي: ممنوعاً من السقوط وكان مهمة الموج وهو الامساك بالكواكب والنجوم حتى لاتسقط.
سقفا محفوظا اي: مانعا يمنع خروج الكواكب الى فوق.
زينة الكواكب: فالكواكب تبعث الزينة فهي تزين السماء بما تعكسه من نور.
فهي ليست مصدر للضوء بل هي عاكسة له
وضياء الثواقب: والثواقب التي تثقب السماء بضيائها وهي الشمس التي هي مصدر للضوء.
فلك دائر: الافلاك التي تتكون من الكواكب والنجوم.
وسقف سائر: وهناك نطاق من الجاذبية يمسك بالاجرام يمنعها من الانفلات لكنها في ذات الوقت تسير ايضا فتسير معها الكواكب والنجوم.
رقيم: بمعنى كتاب وهنا يأتي بمعنى الخريطة، اي الخريطة والمعادلة الفلكية التي تسير وفقها الكواكب والنجوم وهذه الخريطة من صفاتها أنها متحركة وغير ثابتة. محسن باقر محمد القزويني، مجلة جامعة اهل البيت عليهم السلام ، العدد الرابع.

 


التالي السابق