قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

لم تقتصر الخدمة الحسينية على الشباب والكبار من الرجال والنساء فقط؛ بل تعدّت لتشمل حتى الأطفال، فتراهم يخدمون الزائرين بكلّ همّة مصحوبة ببراءة طفولتهم، من دون أيّ  تعب ولا ملل.

وعند التجوال في المناطق والطرقات التي يتوافد منها الزائرين الى ضريح معشوقهم الإمام الحسين (عليه السلام) ستجد الكثير من الأطفال بمعيّة أولياء أمورهم، أو مستقلّين بمواكبهم.

وحينما كنّا في طريق (كربلاء / بغداد) وجدنا طفليْن أخويْن، وهما: (حسن احمد) وعمره 12 سنة و(علي احمد) وعمره 10 سنوات، وبعدما سألناهما: من أيّ المحافظات أنتما؟ أجابا: نحن من بغداد.

وكان حسن يقطّع الطماطم والخيار ليجهّز السلطة، وعليّ يجهّز الصمون الحار، وهما منهمكان في خدمة الزوّار، فتراهم يصيحان بالزائرين بصوتهم الطفوليّ متوسلين بهم أن يحلّوا ضيوفاً على موكبهم، وبعيونهم البرّاقة يرحّبان بالزائرين قبل شفاههما.

وعند سؤالي لهما: لماذا تخدمون؟ ولماذا غادرتم بيوتكم وألعابكم ووسائل تسليتكم؟ ولماذا تتحمّلون المبيت في الموكب وتصبرون على تعب الخدمة طيلة هذه الأيام؟ فكان جوابهم بكلّ براءة وبابتسامة هو: وكيف لا نترك بيوتنا وألعابنا وعبدالله الرضيع ابن الإمام الحسين (عليه السلام) الذي ذُبح من الوريد الى الوريد عطشاناً من أجلنا!!

وهذا الجواب الكبير حينما يصدر من الطفل الصغير يجعلنا نتفاءل كثيراً، ونستنتج أنّ الثورة الحسينيّة راسخة في أذهان الصغار فضلاً عن الكبار، وهذا الجواب دليل واضح على أنّ الفكر الحسيني ولّاد ومتجدّد على مرّ العصور والدهور.

 

المصوّر: علي النجــــــــار

المراسل: غســـــان العكابي

المحرّر: عبدالرحمن اللامي  

 

التالي