قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

ضرير يقوده الشوق نحو كربلاء ليس بعينين باصرتين؛ إنما بقلب كان دليلاً صادقاً لا يضل الطريق، من العمارة حتى كعبة المجد، إنه الزائر: (حسن علي عبيد) شاب ثلاثيني، لم يزل فرداً لم يقترن بعد، ولعلّ من أمنياته التي لم يبح لنا بها، أن يرزقه الله تعالى ما يكمل به دينه من ذوي العفة والنجابة والشرف.

كان بصحبته والده، وقد بدى على قسمات وجهه وجع السنين، يحكي قصة الظلم والفقر والجحود، ولسان حاله يقول: كله يهون أمام مصيبة الحسين عليه السلام.

في البداية تردّدنا في اختيار السؤال الأول لحسن، لكن فضولنا دفعنا لأن نسأله عن الأيام التي قضاها في هذا الطريق الطويل على ما هو عليه، فأجابنا: أنه استقلّ سيارة مع شركاء له في الولاء والحب والاشتياق إلى زيارة سيد الشهداء عليه السلام، لتنتهي بهم إلى مدينة النجف الأشرف التي تشرفت بأعظم ما على وجه الأرض بعد خاتم الرسل، وهو يعسوب الدين، ولك أن تقول أمير النحل، وأمير المؤمنين بصوت يصل إلى أعنان السماء..

ثم يستطرد قائلاً: بعد زيارتنا للأمير عليه السلام توجهنا إلى مقبرة وادي السلام؛ لزيارة الأحبة، والوقوف عند قبر والدتي للسلام عليها، وقراءة الفاتحة على روحها، لتنطلق بعدها أقدامنا نحو كربلاء، فقد كان مع كل خطوة قدم نبضة، حتى أصبحت نبضاتنا تسبق أقدامنا لبلوغ مشارفها لأداء زيارة الأربعين، وهي رحلة درجنا عليها منذ عشر سنين.

وكان لابد لنا أن نسأله عن مشاعره، وهو يسير في الطريق، فقال: على طول الطريق كانت تتجدّد لنا الذكريات، ونحن نقف في محطات، تتجدد فيها مشاهد إنسانية في كلّ عام، مشاهد عجيبة من ألوان الخدمة والعطاء بكلّ ما يملكه أصحاب المواكب دون منّة أو تذمّر، حيث يشعر الجميع بالتقصير أمام مَن بذل مهجته وأولاده وأحبّته قرابين لوجه الله، وكنتُ أغبطهم على ذلك، وأتمنّى أن أنال شرف الخدمة مثلهم.

أخيراً تركنا حسن ولسانه يلهج بالشكر لله تعالى، والدعاء لوالده الذي يرعاه ويقوده طوال المسير، وأن يعود إلى مدينته مكلّلاً بالرضا والقبول من صاحب الذكرى، ولسان حاله يردّد: (رضا الله رضانا أهل البيت).

 

إعداد: علي الخفــــــــاجي

متابعة: عبدالرّحمن اللّامي

التالي السابق