قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

 

تحت شعار (القاعدة وداعش تهديد للسلم المجتمعي) اقامت العتبة الحسينية المقدسة، الثلاثاء، المؤتمر الوطني الاول للحد من التطرف والارهاب برعاية ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وحضور مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي ومدير جهاز الامن الوطني حميد الشطري وقيادات امنية وعسكرية رفيعة المستوى ومختصين وباحثين ورجال دين من مختلف الطوائف.


وقال الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة حسن رشيد العبايجي في كلمة القاها في المؤتمر، ان "الانحراف الفكري والارهاب التكفيري هو اخطر انواع الارهاب الذي يجب التصدي له ومحاربته بكل الوسائل، كما هو الحال مع الثقافة الغربية المستوردة ووسائل الاعلام المضللة ومن خلال انتشارها في مواقع التواصل الاجتماعي السلبية اصبحت تشكل خطرا كبيرا على ثقافتنا وقيمنا وديننا وتسيطر على مستقبل اجيالنا وتقودهم الى المجهول من خلال ادخال الاساليب الجذابة والاباحية وافلام الرعب والقتل وغيرها وهي واحدة من وسائل نشر الارهاب الثقافي الذي يسعى الى تغيير المنظومة الاخلاقية لمجتمعنا من القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية والاسلامية النبيلة وتحريفها وتوجيهها الى مواقع السقوط في مهاوي الشر والرذيلة والانحلال الاخلاقي، واصبح ترمي بثقلها على الاسرة وتضعف كيانها وحولت العلاقة الاسرية الى العنف والارهاب الاجتماعي والاسري خصوصا اذا ما تعرضت الاسرة الى الجوع والحرمان والتهميش من قبل الدولة والمجتمع".


من جانبه اكد مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي في كلمته التي مثلت الجهات الحكومية المشاركة في المؤتمر: ان "الحكومة عملت على تجفيف منابع الارهاب من خلال دعم الجهود الاستخبارية والفنية ومتابعة قيادات داعش اينما كانوا واستهدافهم وقلتهم، كما قامت بجهود كبيرة لإعادة النازحين الى مدنهم حيث ساندتنا المرجعية الدينية العليا من خلال وكلائها والمعتمدين من خلال اجراء المصالحات الاجتماعية لعودة النازحين وانهاء اسباب العنف الطائفي، وقمنا وبموقف جريء باستقبال العائلات النازحة في مخيم الهول الذي يضم 30 الف عراقي بينهم 20 الف دون سن 18 عاما، متفشية بينهم الامية والجهل ولا يذهبون الى المدارس ويعيشون بأجواء الخوف والتكفير والرعب، وادخلوا في مجمع الجدعة لإعادة تأهيلهم بمساعدة مجموعة من المنظمات المختصة، وقد عادت الكثير من العائلات الى مناطق سكناهم"، مضيفا ان "اقامة مثل هذا المؤتمر وفي هذا المكان المقدس وبعد سنوات من التحرير تعد خطوة كريمة مباركة نتمنى من القائمين ان يكون هذا المؤتمر عالميا بدعوة شخصيات عالمية لها باع طويل في مجال مكافحة الارهاب ليطلعوا على التجربة العراقية بمحاربة داعش".


اما ممثل الجهات الدينية المشاركة الشيخ احمد مهنا العيساوي فأشار في كلمته الى "انما يحدث اليوم وقبل سنوات في بلادنا وفي العالم بأسره من ظهور جماعات تسلك مسلك الخوارج القدماء في سفك دماء الناس والحكم بالكفر على العلماء والدعاة وعلى الاساتذة والمثقفين وعلى كل من يخالف عقيدتهم، مع انها تجهل حقيقة الدين الذي نزل من السماء على نبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام، وانها جاهلة كجهل الخوارج عقيدة وسلوكا، مع انهم ظلوا لعدم معرفتهم لمعاني ومقاصد الكتب السماوية التي نزلت على الانبياء، وهؤلاء يسمون انفسهم بالتيار السلفي او الجهادي والسف الصالح والجهاد بريء منهم، كما يدعون انهم جماعة اصلاح العقيدة ونقول لهم ان عقيدتنا من الرسول واهل بيته واصحابه والسلف الصالح".


واجمل العيساوي اسباب التطرف والارهاب بـ "القراءة الخاطئة لنصوص الكتب الدينية والروايات الواردة عن الرسول وكذلك جهر الارهاب بدينه والشهرة وحب الظهور والخيانة والعمالة للأجنبي والظلم الذي يقع على الشعوب والبطالة والفقر والفساد السياسي والمالي والاجتماعي والاخلاقي، اما علاج الارهاب فأوجزها بالاعتصام بكتاب الله الكريم والكتب السماوية والروايات الواردة عن الانبياء عليهم السلام والتدريس الصحيح لسيرة النبي واهل بيته واصحابه وتعليم الابناء بمقاصد الدين السماوي ومراميه ونبذ العنف والتعصب، وتفعيل المادة 32 من الدستور الخاصة بمحاسبة من يروج للفكر التكفيري بالعمل والقول والملبس والطائفية ومكافحة الفساد".


من جانبه قال معاون رئيس اركان الجيش للعمليات الفريق الركن قيس خلف المحمداوي، "كان الانتصار العسكري باهرا على داعش لكن المشكلة الان في الفكر الداعشي لان جذوره الفكرية مهمة جدا وتتطلب عملا من جميع المؤسسات الدينية والحكومية والاجتماعية، ودأبت العتبة الحسينية على ان تكون سباقة وعملها ستراتيجي في جميع المستويات، لذلك فإن اقامة هذا المؤتمر هو لوضع الاسس وتشخيص المعالجات فيا يتعلق بالفكر الداعشي والتطرف وجذور داعش واهمية تأهيل من يؤمن او تأثر بهذا الفكر"، مبينا ان "المؤتمر والبحوث المقدمة فيه والاطروحات مهمة جدا لكن نحتاج الى برنامج عملي وتوصيات فعالة واتوقع ان المؤتمر سيخرج بتوصيات مهمة لان الفكر الداعشي ما زال قائما وسيؤثر على الاجيال القادمة وممكن ان يعود بمسميات جديدة في العراق او في المنطقة"، لافتا انها "خطوة اكثر من مهمة والعتبة الحسينية دائما سباقة وعملها كبير لكن نحتاج الى مساهمة مؤسسات ثقافية ودينية واجتماعية وتربوية وحكومية وتأهيل العائلات مخيم الهول اطفال ونساء يصل عددهم الى 20 الف مواطن يحملون الفكر الداعشي ويحتاجون الى عمل كبير لإعادة تأهيلهم لان محاربة الفكر الداعشي لا يقل اهمية عن العمل العسكري".


اما الاستاذ في الحوزة العلمية السيد احمد الاشكوري الذي قدم ورقة بحث في المؤتمر فقال لوكالة نون الخبرية عن المخاوف من الارهاب النسوي ان "الولد يتربى في حضن الام وعندما لا تكون الام بمستوى الوعي بحيث تحمي ولدها من الارهاب فهي اصبحت سببا وعامل مؤثر في الارهاب، والارهاب كأسباب قائما على اساس عالم القصود اي انها غير قاصدة، واليوم تملك الام القدرة على توجيه الاولاد الى الارهاب ونحن امام مدارس تؤسس لفكر ارهابي وهي الام، ويمكن للام تغذي ولدها على الاكراه او البغض سواء للجار او الزميل او الارحام وهي بداية الارهاب، اما عن الحلول فتحتاج ان نظهر هذا الامر من زوايا متعددة لا تتحمل وزرها المؤسسة الدينية فقط بل يقع على عاتق المؤسسات الثقافية والتربوية والاجتماعية والاعلامية وهي الاهم ولابد ان نسمع للإعلام صوتا في هذا المجال ولابد ان يوجه الاعلام في معالجة هذه المشكلة لان هناك من يثير المشاكل ويؤجج الارهاب".


تقريــــر: قاسم الحلفي
تصوير: صلاح السباح

التالي السابق