قسم التوجيه والإرشاد الأسري

قائمة الأقسام

 

القدر يغلب الحذر، حديث لأمير المؤمنين عليه السلام، طالما سمعناه، وله مصاديق كثيرة في حياتنا، تجعل الإنسان راضياً بقضاء الله وقدره، فلا يدفع البلاء، ولا يلطف بالقضاء إلا الله تعالى، فهو اللطيف بعباده، الخبير بأحوالهم ومصالحهم، فقد يقع البعض ضحية خطأ طبي، يترك عَوَقاً مزمناً يشلُّ أطرافه، كما وقع في الزائر(صالح صاحب الغزالي)من النجف الأشرف، يقول: بدأت مسيري في طريق ياحسين بصحبة عائلتي منذ أربعة أيام، ورغم عَوَقي فأنا مستمر لبلوغ كربلاء وحضور مشهد الأربعين بكل عزم وإرادة، رغم معاناتي، وأنا على هذا الحال منذ عشر سنين، ولكنني لازالت أحمل الأمل بشفائي، وأن تردَّ عافيتي، وأقصى ما أتمناه أن لايحرمني الله من زيارة سيد الشهداء عليه السلام، وهو القادر على كل شيء.
تعلمنا من(صالح)درساً في الصبر والتحدي، وهو يقول تلك الكلمات بكلّ ثقة واطمئنان، ويضيف: إنني عندما أشارك في الأربعين أشعر بالطمأنينة والسكينة، وكأنَّ آلامي جميعها قد زالت؛ خصوصاً عندما أرى الكثير مثلي مبتلى بابتلاءات أخرى ربما أشد مني ابتلاءً، ولكنَّ ما يجمعنا هو الصبر، وتحمل المشقة للوصول إلى المعشوق، الذي نحطُّ رحالنا عنده، وهمومنا عند ضريحه، موقنين أنَّ قلبه الكبير يجمعنا، ويتحمل معاناتنا.
خرجنا من مدينة الزائرين، تلك المحطة التي ترى فيها العجائب من ألوان الخدمة، ومن أنواع المعاناة لبعض السائرين نحو كربلاء، وكأنَّ لكلّ واحد منهم قصة إنْ لم يحدثنا بها، فهي في وجدانه يترنَّمُ بها مع كلّ خطوة ونبضة قلب تواسي أبطال المصيبة الكبرى في مشهد عاشوراء.


إعداد: علي الخفاجي
مراسل:عبد الله الشيباوي
تصوير:علي السلامي

السابق